أمَّا الأمر الثاني المهم في هذا البند فهو أنَّ الطاعة لا تكون إلَّا في معروف، وبدهيٌّ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لن يأمر إلَّا بمعروف، وكان من الممكن أن يقول: «ولا تعصوني» فقط ويسكت؛ ولكنَّه في هذا المقام يضع أسس بناء اللبنة الإسلاميَّة، فهذه البيعة ليست خاصَّةً بزمانهم فقط؛ إنَّما هي إعدادٌ للأُمَّة في كلِّ أزمانها إلى يوم القيامة، والقائد الذي يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته صلى الله عليه وسلم لا بُدَّ أن يُطاع؛ ولكن ينبغي ألا يُطاع إلا في معروف، والمعروف هو ما جاء من الله عز وجل ومن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لذا يقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « عَلَى الْمَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ».
روى الحديث منطريق أبي الفضل بن خيرون عن ابن عبّاس بعين ما تقدّم عن «ذخائر العقبى».
ومنهم العلامةالمذكور في «منتخب كنز العمال» المطبوع بهامش المسند ج ٥ ص ٩٧ ط ميمنية بمصر.