وهي مَكِّيَّةٌ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ الحِجْرِ بِمَكَّةَ.
وقال نافع بن أبي نعيم وعطاء وقتادة وكريب وعطاء الخراساني عن ابن عباس: هي مدنية، نزلت عند إباية سهيل بن عمرو وغيره أن يكتب في الصلح بسم الله الرحمن الرحيم، والأول أصح، وإنما نزلت حين قالت قريش بمكة: {وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا}؟.
وذلك في خلق آدم من صلصال من حمأ مسنون والنفخ من روح الله في هذا الطين.
والثاني: أنها مدنية، رواه عطية عن ابن عباس.
ويبين لنبيِه الكريم صلَى الله عليه وسلم سبب تكذيب المشركين له، وأن هذا التكذيب لا يتعلَّق بالرسول ولا بالإسلام الحقِ الذي جاء وأرسل به، وإنما يتعلَّق باستِكبارهم وعتوِهم وعنادهم عن قبول الحق والإذعان له، وأن هؤلاء لا ينفع معهم نزول الآيات، ولأجل ذلك يُسري ويسلي النبِي - صلى الله عليه وسلم - ويرشده إلى التمسك بالحق الذي معه، والذي جاء به، والوقوف بِصلابة أمام المشركين لتبليغه، وليس ذلك وحسب، بل الصبر على الأذى الذي سيلحق به جراء السَير في هذا الطريق الصعب العسير، وأن له القدوة والأُسوة في الأنبياء الذين سبقوه.
وقد قدرت بحكمة وأنزلت بقدر: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ وإلى الله مرجع كل شيء وكل أحد في الوقت القدر المعلوم: وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ.