وقد اختتمنا هذا المقال بشرح معنى التوبة إلى الله ، وشروط التوبة الصادقة والصادقة إلى الله ، وأجر التوبة الصادقة لكم.
خاتمة حين ندنّيمختلف العناصر الّتي استخلصناها أثناء هذا التّحليل ، بعضها من بعض ، يصبح منالسّهل كثيرا أن نعيد بناء الفكرة القرآنية عن المسئولية.
ومهما تكننتيجة هذا النّقاش الثّانوي ، فإنّه يكفي ـ لكي نكشف عن عنصر موضوعي في المسئوليةالمدنية ، في الشّريعة الإسلامية ـ أن نلاحظ أنّ الإنسان البالغ السّوي الطّبيبمثلا مسئول ماليا عن الضّرر الّذي يحدثه مباشرة بوساطة نشاطه الإرادي ، بشرط أنيكون مقصودا ، على أنّه لا يتحمل من أجل هذا ، لا تعزيرا إنسانيا ، ولا عقاباإلهيا.
والنّدم ليس هو التّوبة ، بل هوتمهيد لها ، وإعداد فحسب ، فعند ما تخضع النّفس للشر ، يحدث فيها نوع من الصّدع ،وهي تجد ـ دون ريب ـ في حرارة النّدم المؤلمة وسيلتها لتلتئم ، وتقف من جديدمستجمعة ، وتحمل منذئذ أمانتها ، مع مزيد من الطّاقة ، والحماس.
.
فالقانون يبدأبأن يوجه دعوته إلى إرادتنا الطّيبة : فهو «يلزمنا» بأن نستجيب لتلك الدّعوة ،وبعد ذلك ، وبمجرد ما نجيب بكلمة نعم أو لا ـ نتحمل بذلك «مسئوليتنا» ، وأخيرا، وعلى إثر هذه الإستجابة يقوّم القانون موقفنا حياله ، فهو يجازيه.