وكان صلاح الدين شافعيًّا مثل الناصر، وشهد الأعيان الثقاة بأنّ صلاح الدين مات وهو على الطاعة للناصر والخلافة العباسية.
وقد نشأ صلاح الدين عند عماد الدين زنكي، حيث إنّه عندما انتقل مع والده من تكريت، نزلوا عند عماد الدين زنكي، فتربّى عنده، وتعلَّم ، وتدرَّب على السِّلاح، كما تعلَّم الكثير من وقراءة القرآن الكريم، وحِفْظ الحديث النبويّ الشريف، كما تلقّى صلاح الدين عِلْمه أيضاً من أبي طاهر السلفيّ، والفقيه علي بن بنت أبي سعد، وسَمِعَ من الطاهر بن عوف أيضاً، وفي وَصْف صلاح الدين ذَكَر المُوفَّق عبد اللطيف أنّه أتى إليه وهو في القدس، وجلس في أحد مجالسه، فرأى فيه مَلِكاً يملأ العيون روعة، ويملأ القلوب مَحبَّة، كما أنّ أصحابه يقتدون به، ويتسابقون إلى المعروف، وكان مجلسه آنذاك يَحفلُ بأهل العِلم والمعرفة، وهم يتحاورون، ويتناقشون، وهو يستمعُ إليهم، ويُشاركهم أحاديثهم في مختلف الأمور، مثل: كيفيّة بناء الأسوار، وحَفر الخنادق، حيث إنّه كان مُهتمّاً أشدّ الاهتمام ببناء سور وحَفْر خندق له، وكان يريد أن يبنيَهما بنفسه.
.
وفي سنة أطلق صلاح الدين سراح الملك وأعاده إلى زوجته ، فذهبا ليعيشا في ، ثم توجها إلى أنطاكية، قبل أن يُقررا الذهاب إلى صور، لكن كونراد رفض السماح لهما بالدخول إلى المدينة كونه لم يعترف بشرعيّة ملكيّة غي.
وأما الوصايا، فما تحتاج إليها، والأراء، فقد شغلني المصاب عنها، وأما لائح الأمر، فإنه إن وقع اتفاق، فما عدمتم إلا شخصه الكريم، وإن كان غير ذلك، فالمصائب المستقبلة أهونها موته، وهو الهول العظيم والسلام».
لما ضجت صور بمن لجأ إليها من الفرنجة، قام بعض رهبانهم وقسيسيهم بشحن الفرنجة للثأر لفقدان بيت المقدس، فرأوا أن يهاجموا ، فجمعوا قواتهم وضربوا عليها حصارًا بريًا بحريًا في الموافق.