.
قشعريرة النعناع : ينْتعلُ الليل سُكوني، يلوي معصم الريح، وهمي المُطرّز بنسيجِ عنكبوت واهنٍ يستدرجني إلى ظلالِ المرايا المُزركشة، أصُبُ حنظل ريقي على شِفاهِ الحكاية الوليدة، أهرولُ حافي السؤال صوب مدائن الإجابة، ترقصُ قصيدتي على ايقاعِ الخصوبة الناتئة، صرتُ أزجي بلهجٍ ينفثُ ذاتي العتيدة، أوقظُ حبق الخمائل البليلة، أدوّنُ انتظاري على نبضِ السنابل، يُشاكسني قلقٍ مبتورٍ فوق ثنايا السطور، وقلمي معصوبٌ على فمِ الجمر، أركلُ ركضة زمنٍ مهاجر، لا ظلٌ فيه يستر هامة الفقد المعطوب، بعيدة فصول غيابكِ وريح اليباس تشطر صحراء اشتياقي، تسفحُ وحوش الخيبة عذرية قصيدتي المارقة، تُسْقطُ شجرة الحناء حشود أوراقها لتستر سطور غِوايتها الماجنة، هسيس يبتلع الأنفاس، يموجُ في جُبِّ الروح المُكبلة بأتونِ الحنين، أرى أحلامي المؤجلة في طُهرِ عينيكِ الغائمتين، تُعانقُ رعدة أنفاسكِ الكوثرية، تُباركُ صفاء روحكِ العسجدية، كمحارةٍ فضّيةٍ أنتِ في بحرِ ابتهالي، تتشحي بوميضِ ذاكرتي، تنزلقي في لُججِ أوردتي، تنثري صعقات الذهول، وعلى حينِ غرةٍ تزهرين بألوان اللوز الخريفية، هيّا يا سيدة الضوء إعجني تراتيل قصائدي التي أهديتها إليكِ زعفرانًا، وأصنعي رغيفًا أسمر كلونِ ساعدي، ومن طينِ طباعي النرجسية، سأهبكِ نبتة الفكرة المخملية في عيدِ ميلادكِ الألف بعد المائة، وأُشيّدُ لكِ قصرًا مهيبًا كالذي بغرناطة العربية.
.