.
جاء ذلك بحسب مجموعة أسئلة وجهت له حول الشعائر الحسينية، التي من ضمنها السير بالمواكب، واستخدام الطبول في المسير.
ففعلوا ، وأقبلوا إلى ابن زياد وهم يقولون : نحنُ رَضضْنَا الصَّدرَ بعد الظَّهْرِ بكلِّ يعبوبٍ شديدِ الأسرِ فقال ابن زياد : مَن أنتم ؟ قالوا : نحن الذين وطأنا بخيولنا جسد الحسين حتّى طحنّا جناجن صدره.
.
فلم تكن المسألة موت في غربة، أو قتل في سبيل الله فقط، بل هي أعظم من ذلك كله لأنها كانت الفتح العظيم، وأما الموت في طريق الفتح فهو في غاية الروعة والجمال كما بيَّن المولى ع بخطبته الأخيرة في مكة المكرمة: خُطَّ الْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ ، ما أعظمه من تشبيه وما أجملها من كلمة، حيث يُشبِّه طوق الموت على بني آدم كجمال القلادة على رقبة الفتاة، فالموت زينة لأولياء الله كزينة الفتاة بعقدها، وكما أن القلادة والطوق يُعطي الكثير من الجمال والدلال للفتاة كذلك الموت الذي يختاره الولي بخيرة الله له، فالعقد والطوق الذي يختاره الله لوليه هو أجمل عقود الدنيا لأنه من عقود الآخرة، ولذا كان جميلاً عقد الموت بالشهادة العظيمة في كربلاء ويوم عاشوراء على أولئك الشهداء لا سيما سيد الشهداء ع.
ويرى بعضهم أن الخيل العربية لا تدوس على جسد القتيل في الحالات العادية بل تقفز فوقه ، فإن صح ذلك وثبتت الرواية فيمكن أن يكون ذلك في أول الأمر ، لكن فيما بعد كان من الثابت أنهم قاموا بذلك العمل.