والعلماء قد وقفوا حيال هذين الحديثين موقفين مختلفين: -فمنهم من ثبتت لديه هذه الأحاديث أو إحداها فأثبت العدد الوارد فيها، ومن هؤلاء الإمام محمد بن أحمد السفاريني، وأبو المظفر المروزى، وظاهر كلام البيضاوي صاحب التفسير، والحافظ ابن حجر، وأبي حيان الأندلسي، والألوسي.
ومن جملة الإشارات في هذه القضيّة، ودلالتها أقوى من سابقتها، قوله سبحانه: {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} الزخرف:6 ومدار الدليل كلّه يدور حول معنى كلمة "كم" واستخدامها في الآية.
حيث ورد في تلك الآية الكريمة تصريحاً من الله سبحانه يوضح للنبي صلى الله عليه وسلم أن الرسل والأنبياء كثيرون ولكن العزيز الحكيم لم يأتي بذكرهم جميعاً في القرآن الكريم، وعلى ذلك من غير الممكن الجزم بشكل قاطع بإجمالي عدد الرسل والأنبياء المبعوثون من الله تعالى.
.
بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدد الرسل والأنبياء جملة، فعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ!.
هذا وقد ذكر القرآن الكريم ايضاً العديد من الرسل باسمائهم في مواضع مختلفة، حيث قال سبحانه وتعالى: وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْل وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ سورة النساء، 164 ، وقال سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ سورة غافر، 78.