ومنذ قرونٍ قبل ظهوره كانت نسائج الصين الحريريةُ وحجارةُ الهند الثمينةُ وذهبُ السودان وعَنْبَرُ بحر الشمال سِلَعًا تُجْلَب إلى موانئ البحر المتوسط الغنية، وكان المِلْحُ والشَّمْع والعسل والقَمْحُ والذهبُ والعبيدُ سِلَعًا تَصِلُ إلى بحر إيجِه آتيةً من الشمال الشرقيِّ مارَّةً من البحر الأسود.
ولم يَقْتَصِر ثمرُ هذا الشجر الجليل وطِرَازُ اقتطافه على عدم التغير في ألوف السنين فقط، بل ترى في بعض جهات سورية بقاءَ مِعْصرةِ الزيت على ما كانت عليه في زمن الفنيقيين أيضًا، فمتى حَلَّ وقت القَطْف بَسَطَ نساءُ الوقت الحاضر ملاحفَ كَبيرةً وجلسن تحت الشجر الذي يختبطه الرجالُ ويَهُزُّونه، فيكون بذلك منظرٌ رمزيٌّ عَميقٌ، ولم يَلْبَثُ اللِّحَافُ أن يمتلئ بثمارٍ يترجح حجمها بين الكَرَزة والمِشْمِشَة على حسب الشجرة ونوعها.
وقد أَدَّى النصرُ الذي تَمَّ في سَلَامين إلى جامعة اليونان البحرية كما أدت معركةُ سِيدَانَ إلى الوحدة الألمانية.