ثم في قول الله عز وجل في التعقيب على هذه القصة وهي قصة أصحاب الأخدود الذين أحرقوا المؤمنين بالنار لأجل إيمانهم بالله إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ١٢ هذا تخويف من بطش الله سبحانه وتعالى إذا بطش بأحد إن أخذه أليم شديد فهو إذا بطش وأخذ الظالم أخذه أخذاً شديداً لم يفلته معه فليحذر المؤمن أن يتقحم معاصي الله أو يستخف بأوامر الله فإن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
د ـ بطش الله بالكافرين شديد ، فهم لا يعلمون ما أعده الله لهم من عذاب.
والآية التي بعدها تؤكّد الحقيقة في أُولئك المؤمنين الذين يعملون الصالحات ، وتكرر هذا المضمون أيضاً {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين}.
يستفاد مما سبق بأن معيار الصحة في ما يعمله الإنسان؛ هو رضا الله -تعالى-، بالإضافة إلى انّ فتنة المؤمنين، السائرين في طريق الدعوة؛ أمر غير مستحدث، فالفتنة موجودة منذ قديم الزمن، والطغاة ما هم إلا أجيال متعاقبة، إلّا أنّه العاقبة ستكون في النهاية لعباد الله -تعالى-.
وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ إمَّا للقصرِ إشعاراً بغايةِ شناعةِ ما فعلُوا أي كانُوا من الذينَ آمنوا يضحكونَ مع ظهور عدمِ استحقاقِهم لذلكَ على منهاج قولِه تعالى: أو لمراعاةِ الفواصلِ.
أنظر ج 1 ص 242 فقرة ثمن الجنة ، وص 314 فقرة لا ايمان بلا تقوى ، وج 2 ص 457 فقرة بين الدين وأهل الدين.