وظهر نموذج آخر في عهده صلى الله عليه وسلم لكنه هذه المرة أخطر لأنه ليس غلواً في العبادة الشخصية التي بين العبد وبين ربه ولكنه غلو في التعامل مع الآخرين تحت شعار إنكار المنكر فبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم مغانم حنين أتاه رجل فقال يا رسول الله إعدل فقال له صلى الله عليه وسلم ويلك ومن يعدل إن لم أعدل.
فوصفهم بالاجتهاد في العبادة ومع ذلك يخرجون من الإسلام فهؤلاء قوم أتاهم الشيطان من قبل دينهم فأهلكهم من باب الغلو والعياذ بالله.
رواه أحمد بإسناد صحيح.
فقد غلوا في أحبارهم ، وغلوا في رهبانهم ، فكانوا يحلون لهم الحرام فيحلونه ، ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه ، وجعلوا عيسى ابن مريم إلهًا مع الله — جل وعلا ، وهذا من الغلو.
وقد أثَّر غياب أهل العلم والحكمة على تصرفاتهم فوقعوا في السفاهة والطيش، وعدم النظر لمآلات الأمور وعواقبها، وما تجره على المسلمين من ويلات ودمار، بزعم الصدع بكلمة الحق أو التوكل على الله.
والمقصود من هذه المصارحة هو دعوة الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر على أنفسكم وأبنائكم لاسيما فئة الشباب حتى لا تجرفهم هذه التيارات الفكرية التي تتوارى تحت ستار الدعوة إلى الله.