متى يرمي الحاج الجمرات الثلاث - رمي الجمرات قبل الزوال

ما حكم تأخير رمي الجمرات بسبب الزحام إنَّ الأفضل للمسلم في حجِّه أن يفعل كما فعل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حجة الوداع، فيرمي كما رمى فلا يؤخر ولا يعجِّل، فيرمي جمرة العقبة بعد طلوع فجر يوم النحر وقبل غروب شمسها، ويرمي جمرات التشريق بعد الزوال وقد غروب الشمس في كل يوم، أمَّا إذا خاف الحاج على نفسه من الزحام وتدافع الناس، فلا حرج عليه لو أنَّه أخر رمي الجمرات حتَّى الليل على أن يرمي قبل طلوع الفجر، واستدلّ أهل العلم في إباحة تأخير الرمي لليل في أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سمح للرعاة أن يتأخروا في رمي الجمار بسبب مشقة ذلك عليهم في النهار، مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ الأفضل بالنسبة للحاج أن يرمي كل الجمرات في وقتها كما فعل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والله تعالى أعلم.

وسُئِلَ: هناك مَن يرى جَمعَ الجمارِ لأيَّام التَّشْريق مرَّةً واحدةً ويرمي يوم الثَّالثَ عَشَر، فما رأيُ فضيلَتِكم؟ فأجابَ بقوله: رأيُنا أنَّ هذا قولٌ لبعضِ العلماءِ؛ أنَّه لا بأسَ أن يجمَعَها في آخِرِ يومٍ، والصَّحيحُ أنه لا يجوزُ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم كان يرمي كلَّ يومٍ في يومِه، إلَّا إذا كان هناك حاجةٌ، مثل أن يكون منزِلُ الإنسانِ بعيدًا في أقصى مِنًى، ويشُقُّ عليه أن يتردَّدَ كلَّ يومٍ، فهنا لا بأسَ أن يرمِيَ الجمارَ، ولكن يرمي الثَّلاثَ عن اليومِ الأوَّلِ، ثم يرجِعُ ويرمي الثَّلاثَ عن اليومِ الثَّاني، ودليلُ جوازِ هذا عند الحاجةِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم رخَّصَ لرُعاةِ الإبلِ أن يجمعوا رميَ يومينِ في يومٍ واحدٍ.

أما في أيام التشريق فيرميها بعد زوال الشمس يرمي الأولى التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم الوسطى بسبع حصيات، ثم الأخيرة بسبع حصيات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، وهكذا الثالث عشر لمن لم يتعجل.

اقرأ أيضًا: متى ينتهي رمي الجمرات في يوم النحر ينتهي وقت رمي الجمرات في يوم النحر عند غروب شمس يوم النحر، ويجوز للمسلم إن تأخر قليلًا في الليل لعذر شرعي، كأن يخشى التزاحم بين الناس فيؤجل رمي الجمرات حتَّى الليل، ومن الضروري أن يرمي جمرات يوم النحر قبل طلوع فجر يوم الحادي عشر من ذي الحجة، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ بداية رمي جمرات يوم النحر تكون في وقت زوال الشمس في يوم النحر، والله تعالى أعلم.