الجواب: هذه الكلمات معناها واضح: فالتحيات هي التعظيمات التي يعظم بها الرب -جل وعلا-، من أنواع الثناء من وصفه بأنه الخلاق الرزاق، ووصفه بأنه مستحق العبادة، ووصفه بأنه الذي يعلم الغيب، ووصفه بكل ما هو من صفاته العظيمة سبحانه، فهي لله خاصة، ما كان من خصائص الله فهو لله، ووصف الله بأنه الإله الحق، وبأنه المعبود بالحق، وبأنه عالم الغيب، وبأنه الخلاق، وبأنه الرزاق، وما أشبه ذلك كل هذا من التحيات، وهكذا الثناء عليه بالحمد لله، وسبحان، كل ذلك من التحيات.
قال الحافظ في الفتح نقلا عن البيضاوي ما حاصله: أنكر عليهم صلى الله عليه وسلم التسليم على الله تعالى وبين أن ذلك عكس ما يجب أن يقال، فإن كل سلام ورحمة له ومنه وهو مالكها ومعطيها، وأمرهم أن يصرفوا ذلك إلى الخلق لحاجتهم إلى السلامة وغناه سبحانه وتعالى عنها.
ويمكن أن يُجاب عن هذا على قول الجمهور.
وهذه الصيغ يأتي المصلي بواحدة منها في تشهده الأول ، وتشهده الثاني إلا أنه يزيد بعد التشهد الثاني الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء بما يشاء.
وتابع: ومنها: ما تشهد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصيغتُه: «التَّحِيَّاتُ لِله، الزَّاكِيَاتُ لِله، الصَّلَوَاتُ لِله»، ويكمل كالتشهد الأول، ومنها أيضًا: ما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ فَكَانَ يَقُولُ: «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِله، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ» رواه مسلم.
أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، تحدَّثنا في الليلة الماضية عن قول المصلِّي في التَّشهد: التَّحيات لله.