لعبت مرضعته ومربّيته فاطمة بنت المثنّى دوراً جوهرياً في سيرة ابن عربي رغم قلة ما يذكرها الرواي، فهي أوّل من تنبّأ بنزعته الفطرية إلى التصوّف، وميله إلى التأمّل، وابتعاده عن مسالك أبيه في محاباة السلاطين والوقوف عند أبوابهم، وهي أوّل من أمرته بأن يطهّر قلبه وأن يضرب في الأرض باحثاً عن أوتاده الأربعة ليتمّ له بملاقاتهم طهور القلب وصفاء الروح استعداداً للواردات الإلهيّة والتنزّلات الروحانية التي يومي إليها بقصائده وأشعاره.
ونبحث في النص عن الرموز والدلالات.
مع أسفار ابن عربي و أصالة اللغة في رواية موت صغير ستعيش تجربة مختلفة من قراءة الروايات العربية.
في كتابنا هذا موت صغير تجتمع السيرة والتاريخ معًا في عرض شيق، أحيانًا يأخذ الأنفاس لجودة الصياغة الأدبية لابن علوان، فقد قيل في محمد حسن علوان إنه يكتب فيحسن الجذب وقال عن نفسه: «لا أكتب رواية تستجيب لمزاج القارئ، بل تتحداه».
ولكن، هل فقط فكرة الرواية تعتمد على سرد المعروف من حياة بن عربي؟ بالتأكيد لا وهنا التفرد حيث قرر علوان الدخول في عش الدبابير وكشف كل ما عايشه الشيخ الأكبر في حياته حتى لو كان هناك أمور يخجل من ذكرها المتصوفة ولكن طالما حدثت بالفعل فلا بد من كشفها للقاريء.
.