ولا يخطر على بال أحد بأن مرادنا من الذكر هنا هو الذكر اللساني فقط وإن كان هذا مرتبة من المراتب أيضاً بل لابد للقلب أيضاً أن يكون ذاكراً لله تبارك وتعالى حتى تتم اليقظة المطلوبة.
· التفكير مقدمة لحصول الإيمان إن الإنسان وإن فكّر وحصل على النتيجة المطلوبة وهي أن الآخرة هي الأبقى والأدوم والأحسن إلاّ أنه لن يعمل من أجلها إلاّ بعد أن يحصل له الإيمان بهذه الأمور.
وهكذا تكون هذه الدنيا كلها - وليس النوم فقط - هي المعبر إلى الحقيقة لا هي الحقيقة ذاتها، فهي دار الممر ومن خلالها يستطيع الإنسان الوصول إلى غايته ومقصده وهي « الدار الآخرة » التي هي دار المقر { يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } وهي الحياة الحقيقية.