وقَرَّرَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لِوَلِيِّ الأَمْرِ في حَالاَتٍ أُخْرَى مِنَ الجَرَائِمِ والاعْتِدَاءَاتِ المُخِلَّةِ بأَمْنِ المُجْتَمَعِ والأَفْرَادِ حَقًّا فِيمَا يُسَمّيهِ الفُقَهَاءُ بالتَّعْزِيرِ المَبْنِي على تَحْقِيقِ المَصْلَحَةِ العَامَّةِ، والذي لاَ حَدَّ لأَكْثَرِهِ شَرْعًا كَمَا قَرَّرَ المُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، بَلْ يَخْضَعُ لِتَقْدِيرِ الأَئِمَّةِ والقُضَاةِ بنَاءً عَلَى الأَحْوَالِ والحَوَادِثِ؛ فَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَرْدَعُهُ النَّظْرَةُ، ومِنْهُم مَنْ تَرْدَعُهُ الكَلِمَةُ، وِمْنهُم مَنْ تَرْدَعُهُ الصَّفْعَةُ، ومِنْهُم مَنْ لاَ يَرْدَعُهُ إِلاَّ اسْتِئْصَالُ شَأفَتِهِ مِنَ الأَرْضِ وإِرَاحَةُ العِبَادِ والبِلاَدِ مِنْ شَرِّهِ وفَسَادِهِ.
والتمكين : الجعل في مكان ، وتقدم في قوله تعالى { مكّنَّاهم في الأرض ما لم نمكن لكم } في سورة الأنعام 6 ، وقوله في أول هذه السورة 6 { ونمكن لهم في الأرض } واستعمل هنا مجازاً في الإعداد والتيسير.
ما هي النعمة التي انعمها الله على كفار مكة قال تعالى اولم يروا انا جعلنا حرما امنا.
.
أَيَكُونُ الاعْتِدَاءُ عَلَى الشُّعُوبِ المُسْلِمَةِ، واحْتِلاَلُهَا وَتَدْمِيرُهَا، وَتَشْرِيدُ أَهْلِهَا وَإِبَادَتُهِم، والاعْتِدَاءُ عَلَى أَعْرَاضِهِم وَأَمْوَالِهِم، وَالزَّجُّ بِهِم في المُعْتَقَلاَتِ، والسُّجُونِ مُقَاوَمَةً للإِرْهَابِ، وَعَدْلاً مَشْرُوعًا؟! وتنكير { جوع } و { خوف } للنوعية لا للتعظيم إذ لم يحلّ بهم جوع وخوف من قبلُ ، قال مساور بن هند في هجاء بني أسد : زعمتم أن إخوتَكم قريش.
وقرأ نافع وأبو جعفر ورويس عن يعقوب { تُجْبَى } بالمثناة الفوقية.