لأن من طابع الأنبياء التسليم الكامل لما أمر به الله تعالى، غير أن موسى عليه السلام يشعر بحظوته عند الله تعالى، وبمكانته منه، بما يُسَوِّغ له أن يُفَكِّر فيما يراه أنسب للمسلمين في عبادتهم لربِّ العالمين، ولقد كان موسى عليه السلام يشعر بهذا القرب الشديد من الله، وهذا الذي دفعه قبل ذلك لأن يقول كلمته العجيبة عندما علا فوقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعراج: "رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ".
قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ".
إنه المحرك الرئيسي في تطور الحضارات ومحور قياس تطور المجتمعات ونموها.
قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللهِ.
مكانة الصلاة في الإسلام عظيمة، كيف لا وهي عمود الدين، وثاني أركان الإسلام، وأول ما يسأل العبد عنه في قبره، وهي الفريضة الوحيدة التي لا تسقط عن العبد مهما كان حاله، والفريضة الوحيدة أيضاً التي فرضت دون واسطة وحي، وتشترك الديانات السماوية في فرض أداء الصلوات والاهتمام بها.
في اى عام فرضت الصلاة.