وإن ذَكَر ذاكرٌ قولَ النبيّ صلّى الله عليه وآله « مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » و « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » وأشباه هذا، التمسوا لتلك الأحاديث المخارجَ ليُقصوه ويبخسوا حقَّه؛ بُغضاً منهم للرافضة وإلزاماً لعليٍّ عليه السّلام بسببهم ما لا يلزمه، وهذا هو الجهل بعَينه.
فسكتت ولم تجبه بشيء، فانصرف.
فقال أبو بكر: اللهم اجْعله عبدالرحمن ـ يعني ابنه ـ وقال عمر: اللهمّ اجعله عبدالله ـ يعني ابنه ـ ثمّ نظروا إلى شخص مقبل بين النخيل فقالوا: هذا رجل قد أقبل! لمّا رآه ساجداً معفِّراً وجهه في التراب، أتعلم من أشقى الناس ؟ أشقى الناس اثنان: أُحيمر ثمود الذي عقر الناقة، وأشقاها والذي يخضب هذه ـ ووضع يده على لحيته.