ومدار هذه الأسماء الأربعة على بيان إحاطة الرب Iسبحانه وتعالى وهي إحاطتان: زمانية ومكانية، أما الزمانية فقد دل عليها اسمه الأول والآخر، والمكانية فقد دل عليها اسمه الظاهر والباطن، وهذا مقتضى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ولا تفسير أكمل من تفسيره.
اقض عنا الدين واغننا من الفقر.
قوله: ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان : فيه توسُّل إلى اللَّه عز وجل بإنزاله لهذه الكتب العظيمة المشتملة على هداية الناس، وفلاحهم، وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وخص هذه الكتب الثلاثة؛ لأنها أعظم كتب أنزلها اللَّه تعالى، وذكرها مرتبة ترتيباً زمنياً، والفرقان هو القرآن ، وسُمِّي فرقاناً لأنه يفرق بين الحق والباطل، وفي هذا دلالة على أن هذه الكتب من كلام اللَّه، أي صفة من صفاته، وهي صفة الكلام العظيمة، وهي صفة ذات وفعل، ولهذا فرق جل وعلا في هذا الدعاء بينهما، ففي المخلوقات قال: رب و وفالق ، وفي كلامه ووحيه قال: مُنزل ؛ لأن كلامه تعالى غير مخلوق.
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
فهذا ابتداء هذا الذكر، وأنَّه يقول: يا الله، هذا معنى: اللهم ربَّ السَّماوات، يعني: يا ربّ السَّماوات، حُذف منه يا النِّداء، ويحتمل غير ذلك.
بينما جاءت بعض أجمل دعاء ليلة الإسراء والمعراج على النحو التالي: اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي.