والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
عباد الله، شهر رمضان المبارك شهر رحب وميدان فسيح، يوطد المرء نفسه من خلاله على أن يحيي ليله، وعلى أن لا يلجأ في حوائجه إلا إلى قاضيها سبحانه، إذ لا ملجأ من الله إلا إليه، وهو يقضي ولا يُقضى عليه.
وبعد -يا رعاكم الله-، نقول لذوي المصائب والفاقات، والهموم والمقلقات: خذوا هذا المثل عبرة وسلوانًا، يتجلى من خلالهما أثر الدعاء في حياة المرء، وأنه لا غنى له عنه ما دام فيه عِرق ينبض، إذ هو الدواء إذا استفحل الداء، وهو البرد إذا اشتد الحر.
وعلى هذا ؛ فكل من ترك المعصية لكونها معصية لله تعالى — أي خوفا من الله وطاعة له- وكره وقوعه فيها ، ومعصيته لرب العالمين ، وأحب أن لو كان قد أطاع الله ، بدلا من معصيته ، وعزم على عدم فعلها : فقد حصل منه الندم قطعا ، وهو الذي حمله على ترك المعصية.
وكان من قصته ما كان ، وابتلي ببطن الحوت تمحيصا من الصغيرة كما قال في أهل أحد : حتى إذا فشلتم إلى قوله : وليمحص الله الذين آمنوا فمعاصي الأنبياء مغفورة ، ولكن قد يجري تمحيص ويتضمن ذلك زجرا عن المعاودة.
ورواه سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.