ولنذكر ملخّص غزوة بني النّضير على وجه الاختصار، وباللّه المستعان.
قال: والجلاء أنّه كتب عليهم في آيٍ من التّوراة، وكانوا من سبطٍ لم يصبهم الجلاء قبل ما سلّط عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنزل اللّه فيهم: {سبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض} إلى قوله {وليخزي الفاسقين}.
٢ خواص القرآن : ص ١٠ «مخطوط».
وهكذا روى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بنحو ما تقدّم.
يقول تعالى ذكره: فأتاهم أمر اللّه من حيث لم يحتسبوا أنّه ياتيهم، وذلك الأمر الّذي أتاهم من اللّه حيث لم يحتسبوا، قذف في قلوبهم الرّعب بنزول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بهم في أصحابه، يقول جلّ ثناؤه: {وقذف في قلوبهم الرّعب}.
وبناء على ذلكفإن المراد من الجهاد ضد المنافقين إنما هو توبيخهم وإنذارهم وتحذيرهم ، بلوتهديدهم وفضحهم ، أو التأليف بين قلوبهم في بعض الأحيان.