إن وجوب الحكم بما أنزل الله تعالى وصلاحية الشريعة الغراء , وأحقيتها بالتطبيق في كل مكان وزمان لا يختلف فيه مسلمان , ولا يتمارى فيه مؤمنان , وأظلم أهل الظلم من حال بين الأمة وبين الاحتكام إلى ما شرع الله لها من قوانين ، و ألزم الرعية بالقوانين الوضعية ، فأحيا معالم الجور , و أمات سنن العدل , بيد أن هذا الجرم المستبين لا ينبغي أن يخرجنا عن قواعد العلم وأصول أهل السنة في النظر والاستدلال , وإيجاد الحلول لهذا الواقع الأثيم.
.
يضاعف الله عز وجل الأجر والثواب للمسلمين عند اجتماعهم لأداء العبادات، وهي أهم فائدة من فوائد اجتماع المسلمين لأداء العبادات، كذلك: نشر روح المحبة والتعاون بينهم، المساواة بين الناس من كافة الأجناس والأعراق والطبقات، تقدم المجتمع وتطوره من خلال تبادل الآراء والأفكار، تساعد على نشر التسامح بين المؤمن وأخيه المؤمن، كما أنه عند التقاء المسلمون في جماعات وأدائهم للصلاة في صفوف والاستماع لأقوال الإمام وأهل العلم يؤدي إلى زيادة معرفتهم في الدين.
ـ فسوف نعد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم وأخلاقهم، كي تقف مخازيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم، حتّى إذا عصوا أوامرنا توقعوا المحاكمة والسجن، وبهذا سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير.
فإذاً: استحلالهم دماء المسلمين ثمرة ونتيجة لغلوهم وابتداعهم؛ لأنهم يرون من ليس على طريقتهم خارجاً عن الدين حلال الدم، وهذا شأن كل صاحب بدعة، كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: محدثان أحدثا في الإسلام: رجل ذو رأي سوء زعم أن الجنة لمثل من رأى مثل رأيه، فسل سيفه وسفك دماء المسلمين، ومترف يعبد الدنيا لها يغضب وعليها يقاتل.
.