قال فيه إنَّ الإنسان لا بدَّ أن يكون قد تحدَّر من أصلٍ حيواني، وأنه قد أصابه كثير جدًّا من التغيُّر والتطوُّر، ويستشهد على ذلك بأمثلةٍ منها أنه لو كان الطفل في العصور الأولى من حياة الإنسان يصرُخ عند ولادته كما يصرُخ اليوم لَمَا استطاع الحياة يومًا واحدًا؛ لأنَّ صُراخَه كان سيدلُّ الحيوانات المُفترِسة على مكانه فتهجم عليه لتلتهِمه، وإذن فيُرجَّح أن يكون الإنسان اليوم مُخالفًا كلَّ المخالفة لما كان عليه بالأمس.
ابدأ من المادة واصعَدْ إلى العقل المفكر، تجِدها طريقًا واحدةً مُتصلة يتزايد فيها الإدراك شيئًا فشيئًا في تدرُّج غير محسوس، وسِرْ من النبات إلى الإنسان ترَ أنك إنما تسلُك سبيلًا ليس فيها حوائل أو عثرات، بل إنها تعلو بك قليلًا قليلًا، حتى تنتهي إلى قمَّة الجبل دون أن تشعُر بالصعود.
من الامام جهة اليمين : الجزء الثاني من العفج ، القولون الصاعد ، الاوعية الدموية.