كما يمشى المستنير فى الظلمات بالنور 6 أى بنور المصباح و المشعل و الظرفان يتعلقان بيمشى أو بالمستنير أو بهما على سبيل التنازع أو الاول بالاول و الثانى بالثانى أو بالعكس و فيه تشبيه معقول بمحسوس على سبيل التمثيل لقصد الايضاح.
قوله: لما أمر اللّه تعالى هذه الآيات أن يهبطن الى الارض تعلقن بالعرش 3 أى توسلن بعلم اللّه تعالى بما يقع فى دار الغرور و عالم السرور او تعلقن بالعرش الجسمانى الّذي هو مطاف الملائكة المقربين و قد مر أن القرآن يتصور بمثل جسدانى و هيكل انسانى فنسبة التعلق إليه صحيحة و هنا شيء لا بدّ فى توضيحه من تقديم مقدمة و هى أنه روى أن القرآن نزل جملة واحدة فى أول ليلة من شهر رمضان و أنه نزل الى الارض تدريجا لا جملة واحدة فقال السيد المحقق ابن طاوس أنه نزل جملة واحدة من بعض المقامات العالية بأمر اللّه جل شأنه الى مقام آخر ثم نزل من هذا المقام تدريجا الى الارض فلا منافاة بين نزوله جملة و نزوله تدريجا، أقول سيجيء فى باب النوادر ما يدل على ذلك التوجيه و أن هذا المقام هو البيت المعمور اذا عرفت هذا فتقول يحتمل أن يراد بهبوط هذه الآيات هبوطها أول مرة و هو هبوطها فى ضمن الكل و قوله «الى الارض» باعتبار أن هذا الهبوط آئل الى هبوطها الى الارض بالاخرة و سبب له فى الجملة و حينئذ فالظاهر من قوله «يتلوكن» تلاوة مجموعها من حيث المجموع و ترتب الجزاء المذكور أعنى قوله تعالى «نظرت إليه- اه» على تلاوة المجموع لا على تلاوة كل واحدة منها، و يحتمل أن يراد بهبوطها هبوطها مرة ثانية الى الارض و ظاهر أن هذا الهبوط كان تدريجيا و ان هبوط هذه الآيات و الذّنوب فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليهنّ أن اهبطن فو عزّتي و جلالي لا يتلوكنّ أحد من آل محمّد و شيعتهم في دبر ما افترضت عليه من المكتوبة في كلّ يوم إلّا نظرت إليه- بعيني المكنونة- في كلّ يوم سبعين نظرة أقضي له في كلّ نظرة سبعين حاجة و قبلته على ما فيه من المعاصي و هي أمّ الكتاب و «شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ وَ الْمَلٰائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ» و آية الكرسي و آية الملك.
ان هذا الرجل من المسلمين 7 قالوا ذلك لانهم رأوه فى صفهم نعرفه بنعته وصفته 8 خبر آخر و النعت وصف الشيء بما فيه من حسن و لا يقال فى القبيح.