وقد ولاه رسول الله r غزاة ذات السلاسل، وأمده بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثم استعمله على عُمان فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الذي افتتح قِنَّسْرِين وصالح أهل حلب ومَنْبج وأنطاكية وولاه عمر فلسطين، هذا غير جهاده العظيم في حروب الردة.
الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص وخلال الفتوحات الإسلامية الشرقية بداية من بلاد الشام مرورًا ببيت المقدس وبلاد فارس، أصبح الطريق ممهدًا لفتح وادي النيل.
تربى عمرو في منزل أحد كبار رجالات قريش، وهو والده العاص، الذي اهتم شأنه شأن الأثرياء وكبار التجار في هذا الوقت، بتعليم أبنائه أصول الفصاحة والبلاغة، كما اهتم عمرو بتعلم الشعر والتفوق فيه منذ الصغر، إلا أن ذلك لم يحل دون تنشئة عمرو ببعض من الغلظة التي ربما كان لها بالغ الأثر في سطوع نجم القائد العسكري المحنك فيما بعد.
تاريخ دمشق لابن عساكر جـ46صـ185.
وَأَشَارَ عَلَيْهِمْ بِأَنْ يُبَيِّتُوا أي يقاتلوا الْمُسْلِمِينَ.
وقد كان من أهم ملامح شخصيته t ما يلي: 1- يفزع إلى الله ورسوله: فقد أخرج ابن حبان في صحيحه عنه t أنه قال: فزع الناس بالمدينة مع النبي r فتفرقوا، فرأيت سالمًا مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه وجلس في المسجد، فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل، فخرج رسول الله r فرآني وسالمًا، وأتى الناس فقال رسول الله r: "يا أيها الناس، ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله! وقد روى ابن تميمة عن عطية بن قيس قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطبنا يقول: إن في بيت ملكم فضلاً بعد أعطياتكم، وإني قاسمه بينكم، فإن كان يأتينا فضل عام قابل قسمناه عليكم، وإلا فلا عتبة عليّ؛ فإنه ليس بمالي وإنما هو مال الله الذي أفاءَه عليكم.