وأما مجرد المعصية، فإنه لا يوجب الخلود في النار، كما دلت على ذلك آيات القرآن، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف الأمة وأئمة هذه الأمة.
وطريقة الزجاج فيكتابه : أن يبدأ عقب ذكر الآية باختيار ألفاظ منها ليحللها على طريقته في الاشتقاقاللغوي ، فيذكر أصل الكلمة والمعنى اللغوي الذي تدل عليه ، ثم يورد الكلمات التيتشاركها في حروفها أو بعضها ؛ ليردها جميعا إلى أصل واحد ، ويستشهد على رأيه بمايؤيده من كلام العرب شعرا أو غير شعر ، وقد يستطرد فيشرح الأمثلة التي يستشهد بها، ثم يعود لإعراب الآية إن كان فيها ما يحتاج إلى إعراب ، وفي هذا المقام يناقشالنحويين الآخرين ، فيرد رأيهم أو يؤيده ، ويورد قراءات القراء ، ويبين المعنى علىهذه القراءات ، فيقبله أو يرده ، وفي هذا الكتاب تتجلى قيمة الأساس اللغوي والنحويفي فهم القرآن ، فالتفسير الذي لا يعتمد على فهم اللغة لا قيمة له ، وهذا الأساسفي الواقع قيم جدا ، وقد يوجه إلى معان فرعية لم تلتفت إليها أذهان المفسرين ومنمميزات هذا الكتاب أنه راجع المفسرين السابقين من النحويين واللغويين وأشار إلىقراءاتهم ، وما يتجه عليها من المعاني ٣.
تأمّل كيف تجتمع هذه المعطيات الرقمية جميعها في نقطة واحدة! الآيات عددها 8 والآية رقم 8 عدد كلماتها 8 تأمّل كيف تكرّرت أحرف الجلال الثلاثة لإسم { الله } في هذه الآيات الثماني.