وتأثرا بهذه الدراسات ظهرت في الدراسات الغربية محاولات لسانية لتحليل ودراسة النصوص المقدسة - التوراة والإنجيل — برهنت - حسب آركون — على أن لها قيمة لا تضاهى من حيث الدقة والصرامة المنهجية ، فقد كانت هذه الدراسات حريصة على العلمية وأن تتقيد بحدود الإمكانيات التعبيرية للغة، واستبعاد كل الفرضيات الصريحة والضمنية ، غير أن صرامة اللسانيات لم تمنع من انفتاح الدلالة ولا محدوديتها ، وهو الأمر الذي حاول آركون البرهنة عليه في قراءته لسورة الفاتحة.
فلسفات ومذاهب غربية حديثة، حاولوا تطبيقها على الخطاب القرآني، واصلين بذلك الجسور المعرفية ما بين الحضارة العربية والحضارة الغربية ، مارين بنفس التجربة الأوربية في تطبيق هذه النظريات الفلسفية على النصوص المقدسة - وهذا برأيهم — إصلاح ديني يهدف إلى إعادة قراءة الموروث الديني قراءة علمية تجعله في المسار الصحيح ، وتزيل عنه ما علق به من أيديولوجيات وتحوير ، فدعوا إلى قراءة النص قراءة علمية تخلصه مما علق به من تأويلات ترتبط بحقبة زمنية معينة.
انتهى الموقف التفكيكي بآركون حيال العقائد الإسلامية بالقول : بأن القرآن ظاهرة لغوية وثقافية ، قبل أن يكون تركيبات عقدية أو لاهوتية ، وأن الوحي تجربة بشرية لا يختص بالانبياء وحدهم ، وأن العقائد لها ارتباط بالرهانات السياسية المختلفة.