ازداد الموقف العسكريّ وُضوحًا بعد استعدادات البيزنطيين وحشدهم الجُند.
ساهم عربُ الشمال في القِتال إلى جانب الرُوم دفاعًا عن الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، ففي أواخر صيف سنة هاجم شاه فارس ملك الجزيرة الفُراتيَّة وشمالي الشَّام، فحاصر قباذ وتوغَّل النُعمان إلى وتوجَّه صوب ، واضطرَّت الجُيوش البيزنطيَّة نتيجة الضغط العسكري إلى الانسحاب من أمام الجُيوش الفارسيَّة والعربيَّة، وسقطت آمُد في شهر كانون الثاني يناير سنة 503م، وافتدت نفسها بالمال.
لمَّا فرغ أبو عُبيدة من قنسرين سار إلى ، فبلغه أن أهل قنسرين نقضوا وغدروا، فوجَّه إليهم السمط ابن الأسود الكِندي، فحاصر المدينة وأعاد فتحها وغنم فيها بعض من ، فقسَّم بعضهُ في جيشه وجعل بقيَّته في المغنم.
الجيشُ الثالث بِقيادة أبي عُبيدة بن الجرَّاح، وهدفهُ حِمص، ويتراوح عديده بين ثلاثة وأربعة آلاف مُقاتل، على أن يسلك طريق وادي القُرى - الحجر - ذات المنار - زيراء - مآب - الجابية - حِمص، وخرج إلى وجهته في المُوافق فيه.
فخرج من المدينة في شهر رجب سنة 9هـ المُوافق فيه شهر تشرين الأوَّل أكتوبر سنة 630م على رأس جيش يُقدَّرُ بِثلاثين ألف مُقاتل، ووصل إلى.
وانقسمت فرقة المُشاة في الجيش البيزنطي إلى قسمين: جداريَّة جصيَّة تُصوِّرُ جُنديًّا بيزنطيًّا بِلباسه وعتاده العسكريّ.