الأهمية المعنوية في النحو العربي قبل سيبويه 1 من نحو أبي الأسود الدؤلي تذكر كتب التراث أنَّ أبا الأسود الدؤلي قام بتشكيل أو نقط القرآن الكريم وأنه اختار رجلا من عبد القيس وقال له :خذ المصحف ،وصبغا يخالف لون المداد،فإذا فتحت شفتيَّ فانقط واحدة فوق الحرف،وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف،وإذا كسرتهمافاجعل النقطة في أسفله ،فإن أتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين" 1 هذا يعني أنَّ أبا الأسود كان يقرأ القرآن الكريم معربا بالحركات ،فما الأساس الذي اعتمده أبو الأسود في إعرابه أو نقطه للقرآن الكريم ؟ الأساس الذي اعتمده أبو الأسود الدؤلي هو المعنى والاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب،وقد كان أبو الأسود يفكر وهو يقول ويقول وهو يفكر ،وكان يرفع وينصب ويجر ويجزم بحضور الألفاظ ومعانيها ،"وكان يحصر اهتمامه بما يناط بالكلمة من معنى فرعي في التركيب كالفاعلية والمفعولية وما ينجم عن ذلك من حالات الإعراب" 2 وقد كان أبو الأسود يقرأ "ألا إنهم تثنوني صدورُهم ليستخفوا منه " 3 بدلا من قراءة الجمهور "يثنون صدورَهم"فقد أتى بالفعل على صيغة "تفْعَوْعِل"التي تدل على المبالغة مثل "يغدودن ،ويعشوشب" 4 فالمعنى والحاجة المعنوية عند المتكلم هو الأساس الذي تتم القراءة بناء عليه ،ونقط القرآن الكريم أو تشكيله يقوم على المعنى والاحتياج المعنوي.
.
style.