يأخذ كل سفينة غصبا : يأخذها غاصباً يأخذها عنوة من غير مقابل لأنه قيل أن الملك داخل معركة ويجهز جيشه فتأخير السفينة لغرض أن يمشي هذا الملك بمن معه من أسطول للمعركة فينجو هؤلاء المساكين بسفينتهم.
أن تعلمنِ مما علمت رشدا ما يؤدي بي إلى الرشاد وقدّم الجار والمجرور للإهتمام به وللعناية بهذا الذي عُلِّمه لأنه حريص على العلم ويعلم أنه سيكون رشداً.
نصيحة الأخ المؤمن لأخيه الكافر وتجدر الإشارة إلى أنّ الأخ المؤمن لم يتوانَ عن تذكيره بحقيقته؛ فهو مَخلوق من تُراب لم يكن موجوداً في الأصل لولا أنّ الله -جلّ وعلا- خلقَه من نُطفة ضعيفة في رَحِم أمّه إلى أن أخرجه إلى الحياة، ثمّ أكَّد على إيمانه بالله -تعالى- وحده لا شريك له في الألوهيّة، والربوبيّة.
أوينا إلى الصخرة إحتميا بصخرة وناما.
فقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، قال: ما كلفت كبيرًا فذلك قوله: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ } يوشع بن نون، - ليست عن سعيد بن جبير - قال: فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان، إذ تضرب الحوت وموسى نائم، فقال فتاه: لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره، وتضرب الحوت حتى دخل البحر، فأمسك الله عنه جرية البحر، حتى كأن أثره في حجر.
وقبل أن يفارقه أخبره بالحكمة من كلّ فعلٍ قام به، فخرق الخضر السفينة لأنّها كانت لمساكين يعملون عليها وكان هناك مَلكٌ ظالمٌ يستولي على جميع السفن الجيّدة، أمّا الغلام فقتله حتى لا يعذّب والداه؛ لأنّه سيكون كافرًا وأبواه مؤمنين، وأمّا الجدار فكان تحته كنزٌ مدفونٌ لغلامين يتيمين في المدينة، فأقامه لكي يحفظ لهما كنزها ويستخرجانه حين يُحسنا التصرّف فيه، وأخبر الخضر موسى أنّ كلّ ما فعله كان بأمرٍ من الله وليس من رأيه.