والأعلى من نعت الرب الذي استحق صفات العلو.
ليس الأمر على ما يظن أبو جهل, إنه لن ينالك- يا محمد- بسوء فلا تطعه فيما دعاك إليه من ترك الصلاة, واسجد لربك واقترب منه بالتحبب لله بطاعته.
وأما غير المنتفعين، فذكرهم بقوله: { وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى } وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.
تم تفسير سورة الأعلى، ولله الحمد -.
فليحضر هذا الطاغية أهل ناديه الذين يتنصر بهم, سندعو ملائكة العذاب.
{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى } أي: قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم ومساوئ الأخلاق، { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } أي: اتصف بذكر الله، وانصبغ به قلبه، فأوجب له ذلك العمل بما يرضي الله، خصوصًا الصلاة، التي هي ميزان الإيمان، فهذا معنى الآية الكريمة، وأما من فسر قوله { تزكى } بمعني أخرج زكاة الفطر، وذكر اسم ربه فصلى، أنه صلاة العيد، فإنه وإن كان داخلًا في اللفظ وبعض جزئياته، فليس هو المعنى وحده.