وقَالَ ابو حنيفَة ¬ : من قَالَ لَا اعرف عَذَاب الْقَبْر فَهُوَ من الْجَهْمِية الهالكة لِأَنَّهُ انكر قَوْله تَعَالَى { سَنُعَذِّبُهُمْ مرَّتَيْنِ } يَعْنِي عَذَاب الْقَبْر.
وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجري على العباد في قبورهم من نعيم أو عذاب، فليس علينا إلا الإيمان والتسليم والتصديق بذلك، وألا نتبع آراء من رغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع هواه، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رغب عن سُنتي فليس مِنِّي.
لكن قول الفلاسفة أبعد عن أقوال أهل الإسلام وإن كان قد يوافقهم عليه من يعتقد أنه متمسك بدين الإسلام بل من يظن أنه من أهل المعرفة والتصوف والتحقيق والكلام.
اما الغيب فلا يعلمه الا خالقه ومالكه.
.
قال ابن بطال ¬ : هذه الآثار تشهد للآثار التى فى الباب قبل هذا، أن عذاب القبر حق على ما ذهب إليه أهل السنة، ألا ترى الرسول استعاذ بالله منه، وقد عصمه الله وطهره، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فينبغى لكل من علم أنه غير معصوم ولا مطهر أن يكثر التعوذ مما استعاذ منه نبيه، ففى أكرم الأكرمين أسوة.