وجعلوا ذكرى أولى بمناسبة مرور عام على الوفاة وذكرى ثانية ، وهكذا مما لا يتفق مع عقل ولا نقل.
وما يفعله بعض الناس اليوم من الاجتماع للتعزية ، وإقامة السرادقات ، وفرش البسط ، وصرف الأموال الطائلة من أجل المباهاة والمفاخرة من الأمور المحدثة والبدع المنكرة التي يجب على المسلمين اجتنابها ، ويحرم عليهم فعلها ، لا سيما وأنه يقع فيها كثير مما يخالف هدي الكتاب ويناقض تعاليم السنة ، ويسير وفق عادات الجاهلية كالتغني بالقرآن وعدم التزام آداب التلاوة وترك الإنصات والتشاغل عنه ولم يقف الأمر عند هذا الحد ؛ بل تجاوزه عند كثير من ذوي الأهواء فلم يكتفوا بالأيام الأول : جعلوا يوم الأربعين يوم تجدد لهذه المنكرات وإعادة لهذه البدع.
وذهب أحمد وكثير من علماء الأحناف إلى هذا الرأي ، وذهب المتقدمون من الأحناف إلى أنه لا بأس بالجلوس في غير المسجد ثلاثة أيام للتعزية ، من غير ارتكاب محظور.