بالنظر إلى عدم مشاركة هذين العنصرين الأخيرين في المعارك في البلقان، وعدم وضوح وقفتهما في الأزمة العثمانيَّة الطاحنة، يمكن لنا أن نفهم التحوُّل الحادَّ والمباشر للحديث عن القومية التركية في هذه المرحلة.
والمسلمون في مقابل والخراج يتحملون أعباء مالية كثيرة يؤدونها للدولة كالزكاة بأنواعها المختلفة والصدقات والتكاليف الطارئة.
كثيرًا ما تقع الأسرة البشرية فريسة المطامع الشخصية والأهواء المادية، وقد تظل الأمة سنين طويلة تحت أعباء التكاليف القاسية والالتزامات الظالمة، وتمر الأجيال بهذه الحلقة المظلمة من حياتها وتعاني فيها الأمرَّين في سبيل إرضاء المستعبدين وتحقيق مآرب المتغطرسين والمتجبرين.
ولمَّا خلف سعيد الدولة أباه سعد الدولة، أرسل الفاطميُّون جيشًا كبيرًا لِمُعاودة الكرَّة على البلاد الحمدانيَّة، فلم يكن من سعيد الدولة إلَّا أن استنجد بِالبيزنطيين الذين أرسلوا إليه قُوَّة عسكريَّة كبيرة، ولكنَّها هُزمت على يد الفاطميين الذين ضربوا الحصار على حلب مُدَّةً طويلةً دون أن تستسلم.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي قدمنا من خلاله كم عدد فروع كيان في جدة وعناوين فروع كيان في جدة، وأيضًا المشروبات المتوفرة بالمقهى مع أسعارها، وذلك من خلال مجلة.
هكذا تَمَّ توحيد القبائل في الجزيرة العربية في دولةٍ واحدة يرأسها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ومركزها المدينة؛ لكنَّ هذه الوحدة كانت مفكَّكة؛ فالاضطراب الذي لازم مواقف القبائل العربية -التي لم يترسخ الإسلام في قلوبها نظرًا إلى حداثته- وحَّد التيَّارات المختلفة في المدينة، فالتفَّ الجميع حول الخليفة؛ أمَّا خارج نطاق المدينة وفي أرجاءٍ واسعةٍ من جزيرة العرب، فلم يكن يُوجد سوى أشكالٍ من التحالف السياسي مع المدينة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الدخول في الإسلام كان قرارًا سياسيًّا استهدفت به زعامات القبائل المحافظة على كيانها، وتحاشي خطر المسلمين عليها.