الأولى ، دمشق: دار المأمون للتراث، ج.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أُمّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة حَلِيمَة السَّعْدِيَّة أَسْلَمَتْ وَجَاءَتْ إِلَيْهِ وَرَوَتْ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , رَوَى عَنْهَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر وَأُخْته مِنْ الرَّضَاعَة : 3ـ الشَّيْمَاء بِنْت الْحَارِث بْن عَبْد الْعُزَّى بْن رِفَاعَة ، لا تُعْرَف فِي قَوْمهَا إِلا بِهِ , وَيُقَال لَهَا الشَّمَا بِغَيْرِ يَاء وَاسْمهَا خِذَامَة بِكَسْرِ الْخَاء , وَبَعْضهمْ يَقُول جِدَامَة بِالْجِيمِ , وَبَعْضهمْ يَقُول حُذَافَة بِالْحَاءِ أَسْلَمَتْ وَوَصَلَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِلَةٍ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تَحْضُنهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أُمّه وَتُوَرِّكهُ.
بعد أن تمت بعثة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قد أراد أن يذهب غلى قبر أمه السيدة آمنة بنت وهب ليزورها ويستغفر لها وقد طلب من الله عز وجل لكنه لم يأذن له بالاستغفار لها ولكن قد أذن له بزيارة قبر أمه وقد روي هذه الحادثة أبو هريرة -رضي الله عنه- حين قال: زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ.
ومما يشير إلى أن آمنة بنت وهب أم الرسول ص كانت مشركة، مجموعة من الأحاديث النبوية التي تبين أن الرسول ص استأذن ربه لزيارة قبر أمه، فأذن له.
فقالت أم سلمة: واحزناه حزنًا لاتدركه الندامة عليك يامحمداه.
قَالَتْ: وَأَظُنُّهُ كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ، قَالَت: فَجَاءَ بَعْدُ، فَظَنَنَّا أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَيُنَاجِيهِ، ثُمَّ قُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ»، والحديث رواه وغيرهم، وصحح البعض هذا الحديث وحسنه آخرون، وذهب البعض إلى أن الحديث ضعيف، وضعفه.