ويُعْلِمُهُ أنّ الله أَذِنَ له بالهجرة.
فخاب سعْيُهم ولم يتمكّنوا أيضا من الظَّفر بما يريدون.
ونَظَرَ إلى الكِفايَةِ وحْدَها، فلم يَمْنَعْ كَوْنُ الدّليلِ مشركًا من الاستِعانَةِ به في حِمايَةِ الدّعوةِ الإسلاميّة.
رأى محمد وأتباعه في النصر إثباتًا على صحة عقيدتهم، وأهمية كبيرة في ما يخص شؤون المدينة.
وكان يُواسِيهِم، ويُشَجِّعُهُم على تَحَمُّلِ الأذى وعلى الصَّبْر، ولهم على ذلك أَجْرٌ كبيٌر وثَوابٌ عظيمٌ؛ وهو على يقينٍ أنَّ اللهَ سيَجْعَلُ لهم مخرجا، ويبدّل ضيقهم فرجا.
في مارس 624، قاد محمد نحو ثلاثمئة محارب في غزوة على قافلة تجارية مكية، ونصب المسلمون كمينًا للمكيين في بدر، وإذ تنبهوا للخطة، تملص المسؤولون عن القافلة المكية من المسلمين، وفي تلك الأثناء أرسِلت قوة من مكة لحماية القافلة، ولم تعد القوة إلى مكة عقب سماعها أن القافلة بأمان، وبذلك بدأت غزوة بدر في مارس 624.