ولا يجعلن معتكفه مقصداً للزوار الذين يفسدون عليه خلوته وجواره، وإن كان خرج من الدنيا وانقطع عنها فلا وجه لأن يأتي بالدنيا حتى يُدخلها معتكفه ، ومما ينبغي للمعتكف أن يتقلل من الطعام والشراب حتى لايثقل عن العبادة والطاعة وأن يقلل نومه ما استطاع وأن يشتغل بالقرآن والصلاة والدعاء وذكر الله.
والآية الكريمة قد اشتملت على نهي عام عن الوطء في حق كل من شرع في الاعتكاف.
ومما وقع له صلى الله عليه وسلم في اعتكافه ما راوه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ، ثم دخل معتكفه ، وإنه أمر بخبائها فضرب ، وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، بخبائه فضرب ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية ، فقال : آلبرَّ تُردْن ؟ فأمر بخبائه فقوض ، وترك الاعتكاف في شهر رمضان ، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال البخاري 1928 ومسلم 1173.
زيارة المعتكف والاتِّصال بالهاتف: يستَقبِل المعتكف مَن يزوره؛ فعن صفية - رضِي الله عنها - أنَّها جاءتْ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تزورُه في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثَتْ عنده ساعةً ثم قامت تنقَلِب.
فإن الله عز وجل أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بالإكثار من التسبيح والاستغفار في آخر عمره ، وهكذا فعل صلى الله عليه وسلم ، فقد كان يكثر في ركوعه وسجوده من قول : سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي يتأول القرآن.
حيث إن المعتكف قد وهب نفسه كلها ووقته كله متعبداً لله عز وجل.