وكذلك زيارة مقبرة البقيع حيث دفن عدد كبير من الصحابة بعد ذلك يحرص زائر طيبة الطيبة على زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية والتي تمثل حقبة صدر الاسلام.
ونبدأ ب: زيارة مسجد العصبة والذي كان يصلي فيه المسلمون من المهاجرين والانصار قبل قدوم النبي للمدينة المنورة بستان المستظل وبئر عذق.
والذي أراه أن مثل هذه الفتاوى لا يؤخذ بها في معرفة عقائد وآراء العلماء المفتين؛ لوجود عدة عوامل سياسية واجتماعية مؤثرة في فتاواهم، وأذكر مثالًا بسيطًا يوضح هذه المسألة من واقع تاريخ مكة المكرمة: فتوى علماء الحرمين في الدعوة الوهابية: لما حكمت الدولة السعودية الأولى الحجاز حصلت مناظرات بين علماء نجد وعلماء مكة والمدينة، كان من نتيجتها أن كتب علماء الحرمين فتاوى تؤيد ما عليه الدعوة الوهابية، فمن ذلك فتوى علماء مكة التي جاء فيها: نشهد -ونحن علماء مكة، الواضعون خطوطنا وأختامنا في هذا الرقيم- أن هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز من توحيد الله، ونفي الشرك الذي ذكره في هذا الكتاب، أنه هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب، وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقا، ومصر والشام وغيرهما من البلاد إلى الآن، من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب، أنه الكفر المبيح للدم والمال، والموجب للخلود في النار، ومن لم يدخل في هذا الدين، ويعمل به، ويوالي أهله، ويعادي أعداءه، فهو عندنا كافر بالله واليوم الآخر، وواجب على إمام المسلمين والمسلمين جهاده وقتاله، حتى يتوب إلى الله مما هو عليه، ويعمل بهذا الدين.
ثانيًا: نطاق الملاحظة على الكتاب: ملاحظاتنا على الكتاب ستتركَّز حول مبحث: هدم القباب في البقيع والأضرحة، ومناقشة قراءة المؤلف لهذا الحدث.
قال محمد رشيد رضا في دفاعه عن الملك عبد العزيز في مسألة هدم القباب ومحاولة أعداء السلفية تشويه صورته: لما ولَّى الله إمام السُّنة الملك عبد العزيز بن سعود أَمْرَ حَرَمِه وَحَرَمِ رسولِه لم يجد أعداؤه وسيلة للحيلولة بين العالم الإسلامي وبين رؤية عدله وإقامته لشرع الله وإحيائه لسنة رسوله r إلا دعوتهم إلى ترك فريضة الحج وهدم هذا الركن العام من أركان الإسلام؛ انتقامًا منه لهدمه هياكل الوثنية التي بُنيت على قبور آل البيت والصالحين برغم السنة النبوية.
فانتبه الفقيه من نومه وتهيأ للخروج مع الناس، فتعجبوا من ذلك وسألوه، فأخبرهم بذلك.