قال : لم تكن القراءات السبع متميزة عن غيرها حتى قام الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ـ وكان على رأس الثلاثمائة ببغداد ـ فجمع قراءات سبعة من مشهوري أئمة الحرمين و العراقين والشام ، وهم : نافع ، وعبد الله ابن كثير، وأبو عمرو بن العلاء ، وعبدالله بن عامر، وعاصم وحمزة ، وعلي الكسائي.
ثالثاً: فكما انتقد ابن مجاهد في مسألة تخير الرواة عن الأئمة فقد انتقد في اختيار بعض السبعة.
قال: فهؤلاء الذين سميناهم من الصحابة والتابعين هم الذين يُحكى عنهم عظم القراءة، وإن كان الغالب عليهم الفقه والحديث.
فطلبتُ ذلك الكتاب لأرى الأدلة التي حاول أن يثبت بها أن القرآن غير محفوظ، فلما قرأته علمتُ أن النُّسخ التي قدّمها يوجد فيها اختلاف من قبيل ورود ما مكان مَن ، وسقوط ألف من كلمة قالوا في بعض الأماكن، أو ورود ضمير الغائب المفرد مكان ضمير الجمع، مما يبين جليًّا أن هذا الاختلاف في النسخ إما أنه راجع إلى اختلاف القراءات أو أخطاء مطبعية.
وحمزة بن حبيب الزيات قرأ على جعفر الصادق وهو على أبيه محمد الباقر وهو على أبيه علي زين العابدين وهو على أبيه الحسين وهو على أبيه علي وابن كثير قرأ مجاهد ودرباس وهما على ابن عباس عن النبي صل1 وإن كان الرافضة لا يعتقدون بأن بني العباس من آل البيت حيث يقصرون آل البيت على ذرية علي مما يناسب الموضوع ما ذكره الإمام ابن الجزري في ترجمة جعفر الصادق وقد رمز بـ س ، ك إلى أنه من رجال كتاب المستنير لابن سوار والكامل للهذلي.
وقد قرأ على أبي عبدالرحمن السلميّ، وزرّ بن حُبيش، وأبي عمر سعد بن إلياس الشيبانيّ، الذين أخذوا القرآن عن عثمان بن عفّان، وابن مسعود، وعليّ بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن أشهر رواته: شُعبة بن عيّاش، وحفص بن سليمان.