أن المصيبة علامة على محبة الله تعالى للعبد ولخيرته وسبب لتكفير ذنوبه وسبب لرفع منزلته في الجنة: أ — فكل ذلك دلت عليه الأحاديث النبوية، فمن المعلوم أن الله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه، وفي الحديث: إن علم الجزاء مع عظم البلاء وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم.
والرضا مستحب، والرضا درجة أعلى من درجة الصبر نعم الرضى له جهتان: الجهة الأولى: راجعة إلى فعل الله جل وعلا، فيرضى بقدر الله الذي هو فعله، يرضى بفعل الله، يرضى بحكمة الله، يرضى بما قسم الله جل وعلا -يعني بقسمة الله-، هذا الرضى بفعل الله جل وعلا واجب من الواجبات، وتركه محرم ومنافي لكمال التوحيد.
ـ يُرجِع بعض الناس أسباب تراخيهم وكسلهم إلى الإرادة الإلهيَّة ، بقولهم لو شاء الله لفعلنا وهذا فهم خاطئ للعقيدة، فلو فعلوا لوجدوا أن الله قد شاء، ولا يمنعهم من تنفيذ ما أرادوه، فقد ترك لهم حرية الاختيار والعمل.