يقصد بفتح الجثة autopsy فحص جسم المتوفى لجلاء بعض الغوامض التي أحاطت بالوفاة ، ويتضمن ذلك الفحص الظاهري للجثة وبيان ما فيها من أذيات ومن ثم فحص الأحشاء الداخلية الذي يتم بعد عملية التشريح.
وذَكَرَ ابْنُ حَزْم في "المحلَّى" أن "لو ماتت حاملٌ، والجنين قد تجاوز سِتَّة أشهر وكان يتحرك، فإنَّ بَطْنَها يُشَقّ، ويخرج منها الطفل، ومَنْ تركه عَمْدًا حتى يموت، فهو قاتل نفس".
ولولا ضِيق المجال لتَوَسَّعْنَا في إيراد الشواهد والأدلة على أن المسلمين قد ساهموا إسهاماتٍ واسعةً في علم التشريح والفسيوليجا، وأن الأطباء والفقهاء كانوا متفقين متعاضِدِينَ، ولم يكونوا في حرب شعواء؛ كما يدَّعي بعض الغربيين وأتباعهم من أمثال الدكتور بول غليونجي؛ بل كان الأطباء على اطِّلاع على علوم الدين، وكان الفقهاء والمحدثون على اطلاع على علوم الطب.
ومع ذلك فإنه يوجد إرشادات قابلة للتطبيق بشأن الحد الأدنى من متطلبات التشريح الآمن، على سبيل المثال فيما يتعلق بالحماية الشخصية وتهوية الغرفة.
ولما كان أحد الأهداف الرئيسية لفتح الجثة في القضايا الطبية الشرعية هو التعرف على هوية المتوفى وجب أن يتناول الفحص الظاهري ملابس الجثة وما تحويه من أشياء وأوراق قد تساعد على معرفة هوية المتوفى، وما تحمله الثياب من تمزقات تشير إلى المتوفى في عراك مع الآخرين.
في هذه المرحلة تصبح جميع الأعضاء الداخلية معرضة.