وكانت زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - يتسابقن في إظهار حبه لهن، وهو يقرّهن على ذلك ولا ينكر عليهن، فقد قالت عائشة - رضي الله عنها - : أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غير يومي يطلب مني ضجعًا، فدقَّ فسمعت الدق، ثم خرجت، ففتحت له، فقال: ما كنت تسمعين الدّق؟! و جزاكم الله خيرا و صلّى اللهم على سيدنا محمد و على اّله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
الرفق بالنساء - أكمل المؤمنين: جاء عن النبي أن «أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا.
.
كما كان رسول الله r يقابل غَيرة زوجاته مقابلة فيها كثير من الحلم والأناة، وإعطاء كل زوجة حقَّها من التقدير والاحترام، فها هي ذي عائشة -رضي الله عنها- تغار من كثرة ذكر الرسول لخديجة -رضي الله عنها- وشدَّة حُبِّه لها، رغم وفاتها قبل أن يتزوَّج رسول الله r عائشة، فتقول —رضي الله عنها- في ذلك: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبيِّ r ما غِرْتُ على خديجة قطُّ، وما رأيتُها قطُّ، ولكن كان يُكثر ذِكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يُقَطِّعها أعضاءَ، ثم يَبْعَثُها في صدائق خديجة، وربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلاَّ خديجة.
والناظر إلى سيرته r يجد أن رسول الله r كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهم عناية فائقة ومحبَّة لائقة، فكان نِعْمَ الزوج r.
إذن فهن كن يتمتعن بقرب شديد من الله و بمناجاته فى الليل و لذلك استحققن هذا الشرف العظيم.