والعمرة لغة: الزيارة، وقيل: القصد إلى مكان عامر، وسميت بذلك؛ لأنها تفعل في العمر كله.
أهؤلاء-وأمثالهم-يجزون بالتأثيم والتفسيق ودعوة الناس إلى مقاطعتهم واتهامهم بممالأة تحكيم القوانين المخالفة للإسلام، وهم يبذلون كل جهد في كل مادة في الدستور أو القوانين لتكون متفقة مع شرع الله! وكون هؤلاء —هو أو غيره— يسعون في التقريب مع الرافضة، ومع المبتدعة، حتى مع الكفار كالنصارى واليهود، هذا من زلاتهم، ولا يجوز أن نقلدهم في خطاياهم وزلاتهم.
؟ إن هذا المنهج لهو الذي يتطلع إليه هو وغيره، وهو الذي يحقق للناس السعادة لهو المنهج الرباني الذي جاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أبى مفكر والعالم وقادته أن يجربوه في الأرض بل إنهم ناصبوه العداء وحاربوه، ولازالوا يحاربونه، وكثير منهم يعلم ما يحمله هذا المنهج من الخير، ولكنهم يحاربونه حسدا وعنادا، اتباعا للهوى، وحرصا على بقاء البشرية ترسف في القيود والأغلال، قيود الشهوات وأغلالها التي أراد الطغاة أن يكبلوها بها ليتمكنوا من قيادتها واستعبادها، بدلا من السير على منهج الله الذي يحرر من اتبعه من عبودية العباد إلى عبودية الله الواحد الذي لا رب سواه للعباد.
وقال تعالى: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون}.
و الحديث يقول: "لعن الله آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه".
وإذا عرف هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم-بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار-لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم الحجة الرسالية التي يتبين بها بأنهم مخالفون للرسل، وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر.