ولذلك يجب على أهل الخير من الدعاة والمخلصين أن ينتبهوا لهذا غاية الانتباه، وأن يقربوا وجهات النظر، وأن يعلموا أن كثيراً من الأمور الإفسادية الموجودة، يجب أن تعالج بالحكمة وبالدليل الشرعي وبالنصيحة والهدوء وعدم الاستفزاز.
النظام الاقتصادي في الدولة العباسية، كأي نظام قبل هو وقوامه الزراعة.
لم يستطع العباسيون الحفاظ على وحدة الدولة كما فعل أسلافُهم ؛ فاستقلّ منذ قيام الدولة، وفي خلافة الهادي استطاع الفرار من مذبحة لحقت بأسرته وأنصارها في إثر مطالبة والده بالخلافة، واتجه إلى حيث أسس المستقلة وعاصمتها ، وفي عهد تولى ولاية إفريقية، التي تشمل ، وبقي حكم هذه الولاية محصورًا في ذريته حتى ظهور ، ولم يحفظ للخلفاء العباسيين سوى الخطبة، وسك اسم الخليفة على النقد، وبذلك فإن الدولة العباسية منذ عهود قوتها لم تحفظ وحدة أراضيها الإدارية، وهو الأمر الذي سيكرس رسميًّا، وفي كل جهات الدولة خلال عصور التراجع والانحطاط.