وما أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من السواك حتى رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى.
أو يقول: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، هذا نوع ثاني.
كان بيرسل شعره, بعدين بقى يفرقه من نص راسه و اتوفى و مافيش فى راسه و لحيته عشرين وبره بيضا.
و في إحدى أيام عزلته جاء إليه جبريل يخبره أنه رسول.
والدَّعوة إلى عدم الغلوّ في النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجافاةً له، ولا عدمَ حبٍّ أو نقصانَه كما يُتَّهم به أهل السنة، وإنَّما هو عينُ العقل والشرع؛ إذ إنَّنا نتمسَّك بالنُّصوص الشرعية الصحيحة ولا نتجاوزها، وهذه النصوص الشَّرعية لها حقائق معنويَّة تقوم بقلب العبد، فيحقِّق بها أعلى مراتبِ الحبِّ، فلا حاجَة إلى أن نلفِّق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللإسلام ما به نحبهما.
فقال الخرنق الأوسيّ: ومِنّا الـذي سالَت على الخـدِّ عَينُه فَرُدَّت بكفِّ المصطفى أحسَـنَ الردِّ فعادَت كمـا كانت لأحسـنِ حالِـها فياطِيبَ ما عيني ويا طيبَ ما يدي.