ويستفاد من بعض كلمات اللغويين أن كلمة زعم جاءت بمعنى الإخبار المطلق 2 ، بالرغم من أن الاستعمالات اللغوية وكلمات المفسرين تفيد أن هذا المصطلح قد ارتبط بالكذب ارتباطا وثيقا ، ولذلك قالوا لكل شيء كنية وكنية الكذب ، الزعم.
وَهَذَا وَعِيدٌ وَتَهْدِيدٌ بِجَزَاءٍ سَيِّئٍ لِأَنَّ الْمَقَامَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ عَمَلَهُمْ سِيِّئٌ وَهُوَ تَكْذِيبُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنْكَارُ مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ.
ولأجل ما يصاحب الزعم من توهم قائله صدق ما قاله أُلحق فعلُ زعم بأفعال الظن فنصب مفعولين.
فبين الزعم والكذب عموم وخصوص وجهي.
خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ أي: منذ خلقكم قوم للجنة وقوم للنار، وهذا معنى صحيح، فالله -تبارك وتعالى- حينما خلق الخلق كما هو معلوم قبض قبضة، وقال: هذه للجنة ولا أبالي، وهذه للنار ولا أبالي ، ويبعث إليه الملك وهو في بطن أمة فيؤمر بأربع كلمات ومنها عمله، شقي أو سعيد ، فهذا معنىً دلت عليه النصوص، وهو الذي مشى عليه الحافظ ابن كثير -رحمه الله.
وَذلِكَ مبتدأ عَلَى اللَّهِ متعلقان بيسير يَسِيرٌ خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.