وكان شيخي يتردد إذا كان الطريق البعيد نَزِهةً طيبةً، بخلاف الأخرى، فهل يعد ذلك من الأغراض، حتى يقطع القول بجواز القصر؟ ولعل الظاهر عدُّه من الأغراض.
وقد رُوِي عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في صلاة الخوف صفاتٌ أُخَرُ، ترجع كلُّها إلى هذه، وهذه أصولُها، وربما اختلف بعضُ ألفاظِها، وقد ذكرَها بعضُهم عشْرَ صفاتٍ، وذكَرها أبو محمَّد بن حزم نحو خمسَ عشْرةَ صفةً، والصَّحيح: ما ذكرناه أوَّلاً، وهؤلاء كلَّما رأَوُا اختلاف الرُّواة في قصَّة، جعلوا ذلك وجوهًا من فِعل النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإنَّما هو من اختلافِ الرُّواة، والله أعلم.
وقال الحسن البصري وإبراهيم النخعي ومحمد بن شهاب الزهري وقتادة ومالك: إن أدرك ركعة فأكثر لزمه الإتمام وإلا فله القصر.