ألا ترى إلى الأخفش يذهب إلى الكسائي غاضبًا — بعد أن أخبره سيبويه بما حدث له معه — فيسأل الكسائي وهو بين تلاميذه ويخطِّئه في كل جواب يقوله، فيهمُّ تلاميذ الكسائي بضربه فيمنعهم من ذلك — خوفًا من ذيوع أمره — ويُقبِل عليه فيعانقه متحببًا إليه، ويعهد إليه بتعليم أولاده، ويرشوه بالمال فينسيه بذلك ثأر صديقه سيبويه؟ ولقد كان من بين تلاميذ الكسائي من هو أعلم منه وأجدر بالزعامة — كالفراء مثلًا — وما كان مثل الفراء ليقبل أن يكون تلميذًا للكسائي لولا طمعه في جاهه وماله، وأمله في أن يتصل بالخليفة — بفضل صحبته له — وقد تم له ما أراد بعد ذلك.
لقد وجدنا في المصادر التي وقفنا عليها عدداً من الأقوال في تاريخ وفاة الكسائي وهي أحد عشر قولاً تحدد تاريخ وفاته وهي : 179-180-181-183-185-189-192-193-197 هـ ويجب مناقشة هذه الأقوال لكي نصل إلى أقرب سنة يمكن أن تكون هي السنة التي توفي بها الكسائي 4.
بإيضاحه يوما وأنت فقيد وأوجعني موت الكسائي بعده.