للوضوء فضائل عدة تم بيانها، ومن أهمها أنه سبب لنيل محبة الله سبحانه تعالى ورضوانه، وسبب لمغفرة الذنوب ونيل الأجر والثواب، وسبب لاستجابة الدعاء، كما أنه سبب لورود المسلم على حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأقوى دليل للقائلين بوجوب الترتيب أن الترتيب هذا هو الوضوء المتلقى من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخلَّ به مرة واحدة، فمن توضأ وضوءًا منكسًا فقد أتى بوضوء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على خلاف سنته، ومن عمل عملاً ليس عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو رد على صاحبه، وإن كان هذا الدليل قد يحاولون الخروج منه بأن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم لا تدل على الوجوب، وإنما تدل على الاستحباب.
حكم الترتيب في الوضوء ومن فروض الوضوء الصحيح الترتيب في الوضوء، وذلك بمعنى أنه لا يجوز أن يستبق خطوة على الأخرى، أو يؤخر خطوة عن الأخرى، فمن حسن الوضوء الترتيب الصحيح لها كما ذكرناه، فالوضوء لا يكون صحيحاً ولا يقبل إلا بالترتيب، فإن قمت بترتيب مختلف وقمت بالصلاة فعليك إعادة الوضوء بالترتيب الصحيح وإعادة الصلاة مع الاستغفار.
الدليل الثالث: الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن جماعات من الصحابة في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وكلهم وصَفُوه مرتبًا مع كثرتهم، وكثرة المواطن التي رأوه فيها، وكثرة اختلافهم في صفاته في مرة ومرتين وثلاثًا وغير ذلك، ولم يثبت فيه مع اختلاف أنواعه صفةٌ غير مرتَّبة، وفعله صلى الله عليه وسلم بيان للوضوء المأمور به، ولو جاز ترك الترتيب لتركه في بعض الأحوال لبيان الجواز كما ترك التكرار في أوقاتٍ.
مسح الأذنين ومسح الأذنين جزء من مسح الرأس، لأن كان يمسح رأسه وأذنيه، فمسحهما مع الرأس أمر مفترض.
الترتيب غير واجب أما عند الفقهاء، وأبي عبد الله فإن حفظ الترتيب ليس بواجب ولا يجوز قياسه كالصلاة، لأن الوضوء لا إحرام له.