و قد أبلى الملك المظفر قطز، و قائد جيشه بيبرس البندقداري بلاء حسنا، و قد تولى بيبرس مع طائفة من الشجعان تتبع فلول التتار في بلاد الشام و الروم فأخرجوهم من حلب، و استردوا منهم مملكة الروم السلجوقية في آسيا الصغرى، و أصبحت تلك الديار تابعة لسلطان مصر الملك المظفر الذي جعله اللّه سبحانه قذى في أعين التتار، و شجا في حلوقهم.
تلا ابنُه ، لكنه توفي بعد عام واحد فقط، وصارت البيعة لابنه عام وقد أسس ، ونقل المؤرخون أنه أسس دورًا لضيافة الفقراء، وإعتاق الرقيق، وفي خلافته سيطر على محاذين بذلك.
و كانت هذه الدولة تعيش في دوامة من الثورات الداخلية، مما استنزف كثيرا من قوتها، ثم زالت في مستهل سنة 923 على يد السلطان سليم العثماني، و أصبحت مصر و الشام تابعة لحاضرة العثمانيين إستنبول.
على أنه قد اقترنت مجالس الطرب عادةً بخلاعة جنسية يقوم بها إماء الخليفة أو السلطان، وكذلك بشرب الخمور، وكلا الأمرين مما لا تبيحهما ، ما دفع عددًا من الفقهاء وعلماء الدين إلى تحريم الموسيقى والغناء، وذهب الباحث رضا العطار بأن أغلب الفقهاء العباسييين حرّموا الموسيقى والغناء، وكان أشدهم بذلك ؛ حتى اعتبر أن الإنسان لو ترنّم لنفسه في خلوته فذلك خطيئة.
ولما جاور سلجوق المسلمين، وتعرف على أخلاق الإسلام أعلن إسلامه على مذهب أهل السنة، واعتنق الغُزُّ الإسلام معه.
و لما ضعفت الدولة العباسية، و وهنت قواها، و استقلت ولاياتها، اختلط الأمر، فدولة تراها تميل إلى العلوم النقلية، و دولة تراها تجنح إلى العلوم العقلية البحتة، و منهم من يتوسط بين الأمرين.