فالعبد الأسود لا يتجرأ ويخطب فتاة بيضاء من أسرة معروفة، واستشهدت إحدى الإخباريات بمقولة تخيروا لنطفكم فان العرق دساس كذلك مقولة: عليك بأهل البيت خذ من خيارهم لا بد في آخر الزمان أن تعار بعارهم لكن بعد قيام الإتحاد والتطور والنهضة التي شهدتها البلاد واندماج كل طبقات المجتمع في لحمة واحدة اندثرت هذه العادة ولم يعد ذاك الشرط موجودا عند الكثير من الأسر، خاصة بعد اندثار تلك المهن، وظهور الوظائف الحكومية، وأصبح الشخص يقاس بما يحمل من شهادات علمية ووظيفة ذات مستوى جيد.
وغالبا ماكان يدخل النذر في عادات وتقاليد الزواج وخاصة بين الأقارب، بأن يقوم كبار من العائلة كالجد أو الجدة، أو الأباء والأمهات، بخطبة أبناء العائلة لبعضهم البعض منذ أن يكونوا صغاراً، وذلك أن تُنذر ابنة العم لابن عمها أو ابنة الخال لابن خالها كأن تقول الأم إن الله خلاني وكبرت فلانه تعني بنتها ما أيوزها ازوجها إلا ولد أخويه فلان وللنذر مسميات مختلفة في الماضي مثل: محيرة فيقال محيرة لولد عمها ، أو منذورة ناذرين بها لولد عمتها أو منحلة فلانه منحلة حق فلان والفتاة المنذورة لابن عمها لابد أن تتزوجه وبدون أخذ رأيها وهذا ما أجمع عليه كل عينة الدراسة وباختلاف بيئاتها.
وهذا الفصل يسعى لوصف ورصد ما عاشه مجتمع دولة الإمارات بجميع بيئاته «الساحلية والجبلية والبدوية» في منتصف القرن الماضي وما مارسه من عادات وتقاليد الزواج، ومقارنتها ببعضها البعض، بعد التقاطها من أفواه الرواة والاخباريين، ورصد ما الذي تغير منها ومابقى ثابتاً وما اندثر ولم يعد يمارس بعد قيام إتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة والانفتاح الكبير على الثقافات المختلفة الذي تعيشه الدولة.
أما قوام هذه «الهوية» فهي مجموعة من الثوابت التي تُشكل وحدة الأمة واستقرارها عبر التاريخ.
فهذا الصمود إنما يتغذى من الشعور الجماعي بضرورة الحفاظ على الكيان الاجتماعي في قيمه وسلوكياته المعبرة عنه«بالهوية» كلما شعر هذا المجتمع بأي تهديد من لدن أي قوى خارجية ترمي إلى اختراقه أو تفكيك وحدته وإضعاف تماسكه.
اما صباح العيد فله طعم خاص.